Senin, 29 April 2013

4 golongan terpuji

Ketika membaca ayat Qs 4/ 69-70 "Barangsiapa yang taat kepada Allah dan Rasul maka mereka akan dikumpulkan bersama para Nabi, Shiddiqin, Shuhada dan Shalihin, mereka sebaik baik teman".

Rabu, 12 September 2012

Siap berkorban

...فصل لربك وانحر..."salatlah dan berkorbanlah"... Korban hewan, tenaga, pikiran dan lainnya termasuk finansial, semua untuk memenangkan dan mencapai cita cita di hitung berkorban. Segala sesuatu butuh pengorbanan. Pengorbanan bukti iman, cinta dan rasa memiliki.

Masuk dengan keseluruhan

Qs 2/208 "...masuklah kedalaman Islam secara keseluruhan (kaffah) dan jangan mengikuti langkah langkah setan, sesungguhnya setan musuh yang nyata". Renungkan perintah " masuklah", " kaffah", dan " jangan mengikuti langkah langkah setan".

Jumat, 09 Maret 2012

الصراط المستقيم

الصراط المستقيم                                                                                                                         JALAN LURUS          آية اهدنا الصراط المستقيم - 6 .  صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين - 7 . Arti. صراط Menuju suatu tujuan, jalan keselamatan, jalan menuju surga. الصراط : الطريق وهو ما يتوصل بالسير فيه إلى المقصود ، وقد يكون غير حسي فيقال : الاحتياط طريق النجاة ، وإطاعة الله طريق الجنة ، وإطلاقه على الطريق غير الحسي إما لعموم المعنى اللغوي وإما من باب التشبيه والاستعارة الاستقامة : Arti مستقيم  Adil, tengah, lurus الاعتدال ، وهو ضد الانحراف إلى اليمين أو الشمال ، و " الصراط المستقيم " هو الصراط الذي يصل بسالكه إلى النعيم الابدي ، وإلى رضوان الله ، وهو أن يطبع المخلوق خالقه ، ولا يعصيه في شئ من أوامره ونواهيه ، وأن لا يعبد غيره ، وهو الصراط الذي لا عوج فيه . Maksudnya: jalan Al Qur'An, jalan Islam dan jalan Muhammad. Kata  صراط. Dalam beberapa ayat: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم 42 : 52 . صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض : 53 . وهذا صراط ربك مستقيما 6 : 126 . إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم 3 : 51 . وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم 36 : 61 . وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون 6 : 152 . وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، 153 " . Siapa yang berada di jalan lurus? Jawabnya: صراط الذين أنعمت عليهم orang di beri ni'mat, mereka: - para Nabi (sudah berlaku) - syuhada ( masih selalu ada) - siddiqiin ( masih selalu ada) - dan Solihin (masih selalu ada) Dan siapa orang yang di murkai dan sesat? Menurut Ibnu Taimiyah: قال الله تعالى‏:{اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}[الفاتحة‏:‏ 6، 7‏] وقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ {‏اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون‏}‏‏.‏ Rasul me Tafsirkan: -   المغضوب  adalah yahudin dan الضالون adalah Nasrani. Dikuatkan dg burp ayat: - ‏{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ}‏[‏المائدة‏:‏60‏]‏ وقوله‏:‏ {فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ}‏[‏البقرة‏:‏ 90‏]‏، - {وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ}‏[‏آل عمران‏:‏ 112‏]‏، Tentang Nasrani - {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}‏[‏المائدة‏:‏ 77‏]‏، - {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ}‏[‏النساء‏:‏ 171‏]‏، - {‏ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏}‏[‏التوبة‏:‏ 30، 31‏]‏، - {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}‏[‏آل عمران‏:‏ 79، 80‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} ‏[‏الإسراء‏:‏ 56، 57‏]‏‏.‏ - semua yg melakukan penjelasan an dan pelanggaran, kembali pada kata yang Umum. ولما أمرنا الله ـ سبحانه ـ أن نسأله فى كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، المغايرين للمغضوب عليهم وللضالين، كان ذلك مما يبين أن العبد يُخاف عليه أن ينحرف إلى هذين الطريقين، وقد وقع ذلك كما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم حيث قال‏:‏ "‏لتسلكن سَنَنَ من كان قبلكم حَذْو القُذَّةِ بالقُذَّةِ ‏[‏حذو القذة بالقذة‏:‏ أى كما تُقَدَّر كُلُّ واحدة منهما على قدر صاحبتها وتُقْطَع‏.‏ يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان‏.‏ انظر‏:‏ النهاية فى غريب الحديث 482‏]‏ حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ لدخلتموه‏)‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله، اليهود والنصارى‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏فمن ‏؟‏‏)}‏ وهو حديث صحيح‏.‏ وكان السلف يرون أن من انحرف من العلماء عن الصراط المستقيم ففيه شبه من اليهود، ومن انحرف من العباد ففيه شبه من النصارى، كما يرى فى أحوال منحرفة أهل العلم من تحريف الكلم عن مواضعه، وقسوة القلوب، والبخل بالعلم، والكبر وأمر الناس بالبر ونسيان أنفسهم، وغير ذلك‏.‏ وكما يرى فى منحرفة أهل العبادة والأحوال من الغلو فى الأنبياء والصالحين، والابتداع فى العبادات، من الرهبانية والصور والأصوات‏.‏  ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏لا تُطْرُونِى كما أطْرَتْ النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عَبْدٌ فقولوا‏:‏ عبد الله ورسوله‏}، ولهذا حقق الله له نعت العبودية فى أرفع مقاماته حيث قال‏:‏ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً} ‏[‏الإسراء‏:‏ 1‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}‏[‏النجم‏:‏10‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}‏[‏الجن‏:‏19‏]‏‏. ‏ولهذا يشرع فى التشهد وفى سائر الخطب المشروعة،كخطب الجمع والأعياد، وخطب الحاجات عند النكاح وغيره، أن نقول‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله‏.‏  وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحقق عبوديته؛ لئلا تقع الأمة فيما وقعت فيه النصارى فى المسيح، من دعوى الألوهية، حتى قال له رجل‏:"‏ ما شاء الله وشئت‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏أجعلتنى لله ندًا‏؟‏ بل ما شاء الله وحده‏)"‏، وقال أيضًا لأصحابه‏:‏ ‏(‏لا تقولوا‏:‏ ما شاء الله وشاء محمد، بل قولوا‏:‏ ما شاء الله ثم شاء محمد‏)‏، وقال‏:‏ ‏(‏لا تتخذوا قبرى عيدًا وصلوا علىّ حيث ما كنتم فإن صلاتكم تبلغنى‏)‏، وقال‏:‏ ‏(‏اللهم لا تجعل قبرى وثَنَا يُعْبَد، اشتد غَضَبُ الله على قوم اتَّخَذُوا قبور أنبيائهم مساجد‏)‏، وقال‏:‏ ‏(‏إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإنى أنهاكم عن ذلك‏".‏ والغلو فى الأمة وقع فى طائفتين‏:‏ طائفة من ضلال الشيعة الذين يعتقدون فى الأنبياء والأئمة من أهل البيت الألوهية، وطائفة من جهال المتصوفة يعتقدون نحو ذلك فى الأنبياء والصالحين، فمن توهم فى نبينا أو غيره من الأنبياء شيئًا من الألوهية والربوبية، فهو من جنس النصارى، وإنما حقوق الأنبياء ما جاء به الكتاب والسنة عنهم، قال تعالى فى خطابه لبنى إسرائيل‏:{وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}‏[‏المائدة‏:‏ 12‏]‏، والتعزير‏:‏ النصر والتوقير والتأييد‏.‏ وقال تعالى‏:‏ {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}‏[‏الفتح‏:‏ 8، 9‏]‏، فهذا فى حق الرسول، ثم قال فى حق الله تعالى‏:‏ ‏{وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}‏[‏الفتح‏:‏9‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}‏[‏الأعراف‏:‏ 156، 157‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}[‏آل عمران‏:‏ 31، 32‏]‏، وقال تعالى‏:‏‏{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}‏[‏الأحزاب‏:‏ 56‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ} ‏[‏التوبة‏:‏ 24‏]‏‏.‏  وذكر طاعة الرسول فى أكثر من ثلاثين موضعا من القرآن‏.‏ وقال‏:‏ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} ‏[‏الأنفال‏:‏ 24‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} ‏[‏النساء‏:‏ 65‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌِ}‏[‏النور‏:‏ 63‏]‏، وقال تعالى‏:‏ { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} ‏[‏النور‏:‏ 51، 52‏]‏، فجعل الطاعة لله والرسول، وجعل الخشية والتقوى لله وحده كما قال‏:‏ ‏{فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ} ‏[النحل‏:‏ 51‏]‏، وقال ‏:‏‏{وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} ‏[البقرة‏:‏ 41‏]‏، وقال‏:‏ {فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}[‏المائدة‏:‏ 44‏]‏، وقال‏:‏ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}‏[‏الفتح‏:‏ 10‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا}‏[‏النور‏:‏ 63‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} ‏[‏الأحزاب‏:‏ 6‏]‏‏.‏ وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين‏)‏‏.‏ وقال له عمر‏:‏ والله يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل أحد إلا من نفسى، فقال‏:‏ ‏(‏لا يا عمر، حتى أكون أحب إليك من نفسك‏)‏ فقال‏:‏ فأنت أحب إلى من نفسى قال‏:‏ ‏(‏الآن يا عمر‏)‏‏".‏  فقد بين الله فى كتابه حقوق الرسول من الطاعة له، ومحبته، وتعزيره، وتوقيره، ونصره، وتحكيمه، والرضا بحكمه، والتسليم له، واتباعه والصلاة والتسليم عليه، وتقديمه على النفس والأهل والمال، ورد ما يتنازع فيه إليه وغير ذلك من الحقوق‏.‏ وأخبر أن طاعتَه طاعتُه فقال‏:‏ {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}‏[‏النساء‏:‏ 80‏]‏، ومبايعتَه مبايعتُه فقال‏:‏ {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ}‏[‏الفتح‏:‏ 10‏]‏، وقرن بين اسمه واسمه فى المحبة فقال‏:‏ {وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ} ‏[‏التوبة‏:‏ 62‏]‏، وفى الأذى فقال‏:‏ {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}‏[‏الأحزاب‏:‏ 57‏]‏، وفى الطاعة والمعصية فقال‏:‏ ‏{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ}[‏النساء‏: 13‏]‏، ‏{وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ} ‏[‏النساء‏:‏ 14‏]‏، وفى الرضا فقال‏:‏ ‏{وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ} ‏[‏التوبة‏:‏ 62‏]‏‏.‏ فهذا ونحوه هو الذى يستحقه رسول الله بأبى هو وأمى‏.‏ فأما العبادة والاستعانة فلله وحده لا شريك له، كما قال‏:‏ {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا}‏[‏النساء‏:‏ 36‏]‏، ‏{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ‏[‏الفاتحة‏:‏ 5‏]‏،{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء}‏ ‏[‏البينة‏:‏ 5‏]‏، وقد جمع بينهما فى مواضع، كقوله‏:‏ {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}‏ ‏[‏هود‏:‏ 123‏]‏، وقوله‏:‏ {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ}‏[‏الفرقان‏: 58‏]‏، وقوله‏:‏ {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}‏ ‏[‏هود‏:‏ 88‏]‏‏.‏ وكذلك التوكل كما قال‏:‏ {وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}‏[‏إبراهيم‏:‏ 12‏]‏، وقال‏:‏ {قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}‏[‏الزمر‏:‏ 38‏]‏، وقال‏:‏ {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏173‏]‏‏.‏ والدعاء لله وحده، سواء كان دعاء العبادة، أو دعاء المسألة والاستعانة، كما قال تعالى‏:‏ {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا}‏[‏الجن‏:‏ 18، 20‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[‏غافر‏: 14‏]‏، وقال‏:‏{فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ}[‏الشعراء‏:‏ 213‏]‏، وقال‏:‏{وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} ‏[‏الأنعام‏:‏52‏]‏‏.‏ وذم الذين يدعون الملائكة والأنبياء وغيرهم، فقال‏:‏ {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}‏[‏الإسراء‏:‏ 56، 57‏]‏، روى عن ابن مسعود‏:‏ أن قومًا كانوا يدعون الملائكة، والمسيح، وعُزَيرًا، فقال الله‏:‏ هؤلاء الذين تدعونهم يخافون الله، ويرجونه، ويتقربون إليه كما تخافونه أنتم، وترجونه، وتتقربون إليه‏.‏ وقال تعالى‏:‏ {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ}‏[‏الإسراء‏:‏ 67‏]‏، وقال‏:‏‏{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ}؟‏ ‏[‏النمل‏:‏ 26‏]‏، وقال ‏{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ}‏[‏الفرقان‏:‏68‏]‏‏.‏ وتوحيد الله، وإخلاص الدين له فى عبادته واستعانته، فى القرآن كثير جدًا، بل هو قلب الإيمان، وأول الإسلام وآخره، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏أمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله‏)، وقال‏:‏ ‏(‏إنى لأعلم كلمة لا يقولها عند الموت أحَدٌ إلا وجد رُوحهُ لها روحا‏)‏ ، وقال‏:‏ ‏(‏من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وجبت له الجنة‏"‏، وهو قلب الدين والإيمان، وسائر الأعمال كالجوارح له‏.‏ وقول النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلي الله ورسوله‏.‏ ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه‏" ، فبين بهذا أن النية عمل القلب وهى أصل العمل‏.‏ وإخلاص الدين لله، وعبادة الله وحده، ومتابعة الرسول فيما جاء به، هو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله‏.‏ ولهذا أنكرنا على الشيخ يحيى الصرصرى ما يقوله فى قصائده فى مدح الرسول من الاستغاثة به، مثل قوله‏:‏ بك أستغيث وأستعين وأستنجد، ونحو ذلك‏.‏ وكذلك ما يفعله كثير من الناس، من استنجاد الصالحين والمتشبهين بهم، والاستعانة بهم أحياء وأمواتا، فإنى أنكرت ذلك فى مجالس عامة وخاصة، وبينت للناس التوحيد، ونفع الله بذلك ما شاء الله من الخاصة والعامة‏.‏ وهو دين الإسلام العام، الذى بعث الله به جميع الرسل، كما قال تعالى‏:‏‏{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}‏[‏النحل‏:‏ 36‏]‏، وقال‏:‏ {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} ‏[‏الأنبياء‏:‏ 25‏]‏ وقال‏:‏ {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ}‏ ‏[‏الزخرف‏:‏ 54‏]‏، وقال‏:‏ {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}‏[‏المؤمنون‏:‏ 51، 52‏]‏، وقال‏:‏{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ}‏[‏الشورى‏:‏ 13‏]‏، وقال‏:‏{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}‏[‏الذاريات‏:‏ 56‏]‏‏.‏ وقال النبى صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل‏:‏ "‏يا معاذ، أتدرى ما حق الله على عباده‏؟‏‏)‏ قلت‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا‏.‏ أتدرى ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك‏؟‏ ألا يعذبهم‏"، وقال لابن عباس‏:‏ "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله‏".‏ ويدخل فى العبادة الخشية، والإنابة، والإسلام، والتوبة، كما قال تعالى‏:‏ {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ}‏[‏الأحزاب‏:‏39‏]‏، وقال‏:‏ {فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}‏[المائدة‏:‏ 44‏]‏، وقال‏:‏ {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ}‏[‏التوبة‏:‏ 18‏]‏، وقال الخليل‏:{‏ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}[‏الأنعام‏:‏ 80،82‏]‏، وقال‏:‏ {أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ} إلى قوله‏:‏ {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ} ‏[التوبة‏:‏ 13]‏، {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ}‏ ‏[البقرة‏:‏ 41‏]‏، وقال‏:‏ {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ}‏‏[‏النور‏:‏ 52‏]‏، وقال نوح‏:‏‏{أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ}‏‏[‏نوح‏:‏ 3‏]‏‏.‏ فجعل العبادة والتقوى لله، وجعل له أن يطاع، كما قال تعالى‏:‏‏{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ}‏[النساء‏:‏64]‏، وكذلكَ قَالت الرسُل مثْل نُوحٍ، وهودٍ، وصالحٍ، وشعيب، ولوط، وغيرهم‏:‏ ‏{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} ‏[‏الشعراء‏:‏ 108، 126، 144، 163، 179‏]‏، فجعلوا التقوى لله، وجعلوا لهم أن يطاعوا‏.‏ وكذلك فى مواضع كثيرة جدًا من القرآن‏:‏‏{اتَّقُوا اللَّهَ}{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ}‏[‏النساء‏:‏ 131‏]‏‏.‏ وكذلك‏.‏‏.‏ وقال‏:‏‏{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} ‏[‏هود‏:‏88‏]‏، وقال‏:‏{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} ‏[‏الزمر‏:‏54‏]‏، وقال عن إبراهيم‏:‏ {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ‏[‏البقرة‏:131‏]‏، وقالت بلقيس‏:‏ ‏{‏إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}‏[‏النمل‏:‏ 44‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}‏[‏النساء‏:‏ 125‏]‏، وقال‏:‏ {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ}‏[‏البقرة‏:‏ 112‏]‏، وقال‏:‏ {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا}‏[‏النور‏:31‏]‏ {وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا}‏[‏الفرقان‏:‏ 71‏]‏، وقال‏:‏ {فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ}‏[‏البقرة‏:54‏]‏، {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا}‏[‏التحريم‏:‏ 8‏]‏‏.‏ والاستغفار‏:‏ {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}‏ ‏[‏نوح‏:‏10‏]‏، ‏{وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ}‏[‏هود‏:‏ 3‏]‏، والاسترزاق والاستنصار، كما فى صلاة الاستسقاء، والقنوت على الأعداء، قال‏:‏‏{فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ}‏[‏العنكبوت‏:17‏]‏، وقال‏:‏ ‏{ِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 160‏]‏، والاستغاثة كما قال‏:‏ {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 9‏]‏، والاستجارة كما قال‏:‏ {قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}[‏المؤمنون‏:‏ 88، 89‏]‏، والاستعاذة كما قال‏:‏ {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ} ‏[‏المؤمنون‏:‏ 97، 98‏]‏، وقال‏:‏ ‏{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} الآية ‏[‏النحل‏:‏ 98‏]‏، وتفويض الأمر كما قال مؤمن آل فرعون‏:‏ ‏{وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} ‏[‏غافر‏:‏ 44‏]‏‏.‏ وفى الحديث المتفق عليه فى الدعاء الذى علمه النبى صلى الله عليه وسلم أن يقال عند المنام‏:‏ ‏"‏اللهم إنى أسلمت نفسى إليك، ووجهت وجهى إليك، وفوضت أمرى إليك، وألجأت ظهرى إليك‏".‏ وقال‏:‏‏{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ}[‏الأنعام‏:‏ 51‏]‏، وقال‏:‏ ‏{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ}‏ ‏[‏السجدة ‏:‏4‏]‏، فالولى الذى يتولى أمرك كله، والشفيع الذى يكون شافعًا فيه أى عونا، فليس للعبد دون الله من ولى يستقل ولا ظهير معين وقال‏:‏ {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ}‏[‏يونس‏:‏ 107‏]‏، وقال‏:‏ {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ}‏[‏فاطر‏:‏2‏]‏، وقال‏:‏ {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}‏[‏الزمر‏:‏ 43، 44‏]‏، وقال‏:‏ ‏{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}‏[‏سبأ‏:‏ 22، 23‏]‏، وقال‏:‏ ‏{مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ}‏[‏البقرة‏:‏ 255‏]‏، وقال‏:‏ {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى}‏[‏النجم‏:26‏]‏‏.‏ فالعبادة والاستعانة وما يدخل فى ذلك من الدعاء، والاستغاثة، والخشية، والرجاء، والإنابة، والتوكل، والتوبة، والاستغفار‏:‏ كل هذا لله وحده لا شريك له، فالعبادة متعلقة بألوهيته، والاستعانة متعلقة بربوبيته، والله رب العالمين لا إله إلا هو، ولا رب لنا غيره، لا ملك ولا نبي ولا غيره، بل أكبر الكبائر الإشراك بالله وأن تجعل له ندا وهو خالقك، والشرك أن تجعل لغيره شركا أى نصيبا فى عبادتك، وتوكلك، واستعانتك، كما قال من قال‏:‏ ‏{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}‏‏[‏الزمر‏:‏ 3‏]‏، وكما قال تعالى‏:{وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء} ‏[‏الأنعام‏:‏ 94‏]‏، وكما قال‏:‏‏{َمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ}؟‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 43‏]‏، وكما قال‏:‏ {مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ}‏ ‏[‏السجدة‏:‏ 4‏]‏‏.‏ وأصناف العبادات الصلاة بأجزائها مجتمعة، وكذلك أجزاؤها التى هى عبادة بنفسها من السجود، والركوع، والتسبيح، والدعاء، والقراءة، والقيام، لا يصلح إلا لله وحده‏.‏ ولا يجوز أن يتنفل على طريق العبادة إلا لله وحده، لا لشمس، ولا لقمر ولا لملك، ولا لنبى، ولا صالح، ولا لقبر نبى ولا صالح، هذا فى جميع ملل الأنبياء، وقد ذكر ذلك فى شريعتنا حتى نهى أن يتنفل على وجه التحية والإكرام للمخلوقات، ولهذا نهى النبى صلى الله عليه وسلم معاذًا أن يسجد له‏.‏ وقال‏:‏ "‏لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها‏".‏ ونهى عن الانحناء فى التحية، ونهاهم أن يقوموا خلفه فى الصلاة وهو قاعد‏. ‏ وكذلك الزكاة العامة من الصدقات كلها والخاصة، لا يتصدق إلا لله، كما قال تعالى‏:‏{وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى}‏[‏الليل‏:‏19، 20‏]‏ وقال‏:‏{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ}‏[‏الإنسان‏:‏9‏]‏، وقال‏: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ}‏[‏البقرة‏:‏ 265‏]‏، وقال‏:‏ {وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}‏[‏الروم‏:‏ 39‏]‏، فلا يجوز فعل ذلك على طريق الدين لا لملك ولا لشمس ولا لقمر؛ ولا لنبى؛ ولا لصالح؛ كما يفعل بعض السُّوال والمعظمين كرامة لفلان؛ وفلان؛ يقسمون بأشياء‏:‏ إما من الأنبياء وإما من الصحابة وإما من الصالحين، كما يقال‏:‏ بكر وعلى ونور الدين أرسلان والشيخ عدى والشيخ جاليد‏.‏ وكذلك الحج ،لا يحج إلا إلى بيت الله، فلا يطاف إلا به، ولا يحلق الرأس إلا به، ولا يوقف إلا بفنائه، لا يفعل ذلك بنبى، ولا صالح، ولا يقبر نبى ولا صالح، ولا بوثن‏.‏ وكذلك الصيام، لا يصام عبادة إلا لله، فلا يصام لأجل الكواكب والشمس والقمر، ولا لقبور الأنبياء والصالحين ونحو ذلك‏.‏ وهذا كله تفصيل الشهادتين، اللتين هما أصل الدين شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدًا عبده ورسوله، والإله من يستحق أن يألهه العباد، ويدخل فيه حبه وخوفه، فما كان من توابع الألوهية فهو حق محض لله، وما كان من أمور الرسالة فهو حق الرسول‏.‏ ولما كان أصل الدين الشهادتين، كانت هذه الأمة الشهداء ولها وصف الشهادة والقسيسون لهم العبادة بلا شهادة؛ ولهذا قالوا‏:‏ {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}‏[‏آل عمران‏:‏ 53‏]‏؛ ولهذا كان المحققون على أن الشهادتين أول واجبات الدين، كما عليه خلص أهل السنة، وذكره منصور السمعانى والشيخ عبد القادر وغيرهما؛ وجعله أصل الشرك؛ وغيروا بذلك ملة التوحيد التى هى أصل الدين؛ كما فعله قدماء المتفلسفة، الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله‏.‏ ومن أسباب ذلك‏:‏ الخروج عن الشريعة الخاصة التى بعث الله بها محمدًا صلى الله عليه وسلم، إلى القدر المشترك الذى فيه مشابهة الصابئين، أو النصارى، أو اليهود، وهو القياس الفاسد، المشابه لقياس الذين قالوا‏:‏ ‏{إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا}‏[‏البقرة‏:‏275‏]‏ فيريدون أن يجعلوا السماع جنسًا واحدًا، والملة جنسًا واحدًا، ولا يميزون بين مشروعة ومبتدعة، ولا بين المأمور به والمنهى عنه‏.‏ فالسماع الشرعى الدينى سماع كتاب الله وتزيين الصوت به وتحبيره‏.‏ كما قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏زينوا القرآن بأصواتكم‏"‏، وقال أبو موسى‏:‏ لو علمت أنك تستمع لحبرته لك تحبيرًا‏.‏ والصور، والأزواج، والسرارىُّ التى أباحها الله تعالى، والعبادة‏:‏ عبادة الله وحده لا شريك له ‏{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ}‏[‏النور‏:‏ 36، 37‏]‏‏.‏ وهذا المعنى يقرر قاعدة اقتضاء الصراط المستقيم، مخالفة أصحاب الجحيم، وينهى أن يشبه الأمر الدينى الشرعى بالطبيعى البدعى، لما بينهما من القدر المشترك كالصوت الحسن، ليس هو وحده مشروعا حتى ينضم إليه القدر المميز، كحروف القرآن، فيصير المجموع من المشترك، والمميز هو الدين النافع‏.

إياك نعبد وإياك نستعين

        إياك نعبد وإياك نستعين -  اللغة العبادة : في اللغة تأتي لاحد معان ثلاثة : Ibadah mempunyai 3 arti: الاول : الطاعة ، 1- Taat ومنه قوله تعالى : " ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين 36 : 60 " . فان عبادة الشيطان المنهي عنها في الاية المباركة إطاعته . الثاني : الخضوع والتذلل ، ومنه قوله تعالى : " فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون 23 : 47 " .   2- Tunduk dan merendah أي خاضعون متذللون ، ومنه أيضا إطلاق " المعبد " على الطريق الذي يكثر المرور عليه . الثالث : التأله ، ومنه قوله تعالى : " قل إنما أمرت أن أ عبد الله ولا أشرك به 13 : 36 " . وإلى المعنى الاخير ينصرف هذا اللفظ في العرف العام إذا أطلق دون قرينة . 3- Terhubung, tergantung والعبد : الانسان وإن كان حرا ، لانه مربوب لبارئه ، وخاضع له في وجوده وجميع شؤونه ، وإن تمرد عن أوامره ونواهيه . والعبد : الرقيق لانه مملوك وسلطانه بيد مالكه ، وقد يتوسع في لفظ العبد فيطلق على من يكثر اهتمامه بشئ حتى لا ينظر إلا إليه ، ومنه قول أبي عبد الله الحسين عليه السلام : " الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم وإذا محصوا بالبلاء قل الديانون " ( 1 ) . وقد يطلق العبد على المطيع الخاضع ، كما في قوله تعالى : " أن عبدت بني إسرائيل 26 : 22 " . أي جعلتهم خاضعين لا يتجاوزون عن أمرك ونهيك . الاستعانة : طلب المعونة ، تتعدى بنفسها وبالباء، يقال استعنته واستعنت به أي طلبت منه أن يكون عونا وظهيرا لي في أمر الاعراب " إياك " : في كلا الموردين مفعول قدم على الفعل لافادة الحصر ، وفي الاية التفات من الغيبة إلى الخطاب . والسر في ذلك أحد أمرين : الاول : أن سابق هذه الاية الكريمة قد دل على أن الله سبحانه هو المالك لجميع الموجودات ، والمربي لها والقائم بشؤونها ، وهذا يقتضي أن تكون الاشياء كلها حاضرة لديه تعالى ، وأن يكون - سبحانه - محيطا بالعباد وبأعمالهم ليجازيهم يوم الدين بالطاعة أو بالمعصية ، واقتضى ذلك أن يظهر العبد حضوره بين يدي ربه ويخاطبه . الثاني : ان حقيقة العبادة خضوع العبد لربه بما أنه ربه والقائم بأمره والربوبية تقتضي حضور الرب لتربية مربوبه ، وتدبير شؤونه . وكذلك الحال في الاستعانة فإن حاجة الانسان إلى إعانة ربه وعدم استقلاله عنه في عبادته تقتضي حضور المعبود لتتحقق منه الاعانة ، فلهذين الامرين عدل السياق من الغيبة إلى الخطاب فالعبد حاضر بين يدي ربه غير غائب عنه . التفسير بعد أن مجد الله نفسه بالايات المتقدمة لقن عباده أن يتلوا هذه الاية الكريمة وأن يعترفوا بمدلولها وبمغزاها ، فهم لا يعبدون إلا الله ، ولا يستعينون إلا به ، فإن ما سوى الله من الموجودات فقير في ذاته ، عاجز في نفسه ، بل هو لا شئ بحت ، إلا أن تشمله العناية الالهية ، ومن هذا شأنه لا يستحق أن يعبد أو يستعان ، والممكنات كلها - وان اختلفت مراتبها بالكمال والنقص - تشترك في صفة العجز اللازمة للامكان ، وفي ان جميعها تحت حكم الله وإرادته " ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين 47 : 54 . ولله ملك السماوات والارض وإلى الله المصير 24 : 42 " . من ذا الذي يعارضه في سلطانه وينازعه في أمره وحكمه ؟ وهو القابض والباسط ، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، فالمؤمن لا يعبد غير الله ، ولا يستعين إلا به ، فان غير الله - أيا كان - محتاج إلى الله في جميع شؤونه وأطواره والمعبود لا بد وأن يكون غنيا ، وكيف يعبد الفقير فقيرا مثله ؟ ! . وعلى الجملة : الايمان بالله يقتضي أن لا يعبد الانسان أحدا سواه ، ولا يسأل حاجته إلا منه ، ولا يتكل إلا عليه ، ولا يستعين إلا به ، وإلا فقد أشرك بالله وحكم في سلطانه غيره : " وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه 17 : 23 " .  العبادة والتأله . العبادة والطاعة . العبادة والخضوع .  السجود لغير الله . دواعي العبادة . حصر الاستعانة بالله . الشفاعة . العبادة والتأله : مما لا يرتاب فيه مسلم : ان العبادة بمعنى التأله تختص بالله سبحانه وحده ، وقد قلنا : إن هذا المعنى هو الذي ينصرف إليه لفظ العبادة عند الاطلاق ، وهذا هو التوحيد الذي ارسلت به الرسل ، وأنزلت لاجله الكتب : " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله 3 : 64 " . فالايمان بالله تعالى لا يجتمع مع عبادة غيره ، سواء أنشأت هذه العبادة عن اعتقاد التعدد في الخالق ، وإنكار التوحيد في الذات ، أم نشأت عن الاعتقاد بأن الخلق معزولون عن الله فلا يصل إليه دعاؤهم ، وهم محتاجون إلى إله أو آلهة اخرى تكون وسائط بينهم وبين الله يقربونهم إليه ، وشأنه في ذلك شأن الملوك وحفدتهم ، فإن الملك لما كان بعيدا عن الرعية احتاجت إلى وسائط يقضون حوائجهم ، ويجيبون دعواتهم . وقد أبطل الله سبحانه كلا الاعتقادين في كتابه العزيز ، فقال تعالى في إبطال الاعتقاد بتعدد الالهة :  " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا 21 : 22 . وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعضه سبحان الله عما يصفون 23 : 91 " . وأما الاعتقاد الثاني - وهو إنما ينشأ عن مقايسته بالملوك والزعماء من البشر - فقد أبطله الله بوجوه من البيان : فتارة يطلب البرهان على هذه الدعوى ، وأنها مما لم يدل عليه دليل ، فقال : " أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين 27 : 64 . قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين 26 : 71 . قال هل يسمعونكم إذ تدعون : 72 . أو ينفعونكم أو يضرون : 73 . قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون : 74 " . وأخرى بإرشادهم إلى ما يدركونه بحواسهم من أن ما يعبدونه لا يملك لهم ضرا ولا نفعا ، والذي لا يملك شيئا من النفع والضر ، والقبض والبسط ، والاماتة والاحياء ، لا يكون إلا مخلوقا ضعيفا ، ولا ينبغي أن يتخذ إلها معبودا : " قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم 21 : 66 . أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون : 67 . قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا 5 : 6 . ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين 7 : 148 " .     -  ص 456 - وهذا الحكم عقلي فطري شاءت الحكمة أن تنبه العباد عليه في هذه الايات المباركة ، وهو سار في كل موجود ممكن محتاج ، وإن كان نبيا : " وإذ قال الله يا عيسى بن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب 5 : 116 . ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم : 117 " . وأبطل هذا الاعتقاد مرة ثالثة ، بأن الله قريب من عباده يسمع نجواهم ويجيب دعواهم ، وأنه القائم بتدبيرهم وبتربيتهم ، فقال تعالى : " ونحن أقرب إليه من حب الوريد 50 : 16 . أليس الله بكاف عبده 39 : 36 . أدعوني أستجب لكم 40 : 60 . وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير 6 : 18 . قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الارض والله على كل شئ قدير 3 : 29 . وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله 10 : 107 . وإن يمسسك بخير فهو على ( البيان - 30 )  -  ص 466 - كل شئ قدير 6 : 17 . الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر 13 : 26 . إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين 51 : 58 . ليس كمثله شئ وهو السميع البصير 42 : 11 . ألا إنه بكل شئ محيط 41 : 54 . فالله سبحانه غير معزول عن خلقه ، وأمورهم كلها بيده ، ولا يفتقر العباد إلى وسائط تبلغه حوائجهم ، ليكونوا شركاء له في العبادة ، بل الناس كلهم شرع سواء في أن الله ربهم وهو القائم بشؤونهم : " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا 58 : 7 . كذلك الله يفعل ما يشاء 3 : 40 . إن الله يحكم ما يريد 5 : 1 " وعلى الجملة ، لا شك لمسلم في ذلك . وهذا ما يمتاز به الموحد عن غيره ، فمن عبد غير الله واتخذه ربا كان كافرا مشركا. إذا عرفت هذا ، فالناس في هذين الأصلين وهما العبادة والاستعانة أربعة أقسام :  [ ص: 100 ] أجلها وأفضلها : أهل العبادة والاستعانة بالله عليها ، فعبادة الله غاية مرادهم ، وطلبهم منه أن يعينهم عليها ، ويوفقهم للقيام بها ، ولهذا كان من أفضل ما يسأل الرب تبارك وتعالى الإعانة على مرضاته ، وهو الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لحبه معاذ بن جبل رضي الله عنه ، فقال " يا معاذ ، والله إني لأحبك ، فلا تنس أن تقول دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " .  فأنفع الدعاء طلب العون على مرضاته ، وأفضل المواهب إسعافه بهذا المطلوب ، وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا ، وعلى دفع ما يضاده ، وعلى تكميله وتيسير أسبابه ، فتأملها .  وقال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه : تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ، ثم رأيته في الفاتحة في إياك نعبد وإياك نستعين .  ومقابل هؤلاء القسم الثاني ، وهم المعرضون عن عبادته والاستعانة به ، فلا عبادة ولا استعانة ، بل إن سأله أحدهم واستعان به فعلى حظوظه وشهواته ، لا على مرضاة ربه وحقوقه ، فإنه سبحانه يسأله من في السماوات والأرض يسأله أولياؤه وأعداؤه ويمد هؤلاء وهؤلاء ، وأبغض خلقه عدوه إبليس ومع هذا فقد سأله حاجة فأعطاه إياها ، ومتعه بها ، ولكن لما لم تكن عونا له على مرضاته ، كانت زيادة له في شقوته ، وبعده عن الله وطرده عنه ، وهكذا كل من استعان به على أمر وسأله إياه ، ولم يكن عونا على طاعته كان مبعدا له عن مرضاته ، قاطعا له عنه ولا بد .  وليتأمل العاقل هذا في نفسه وفي غيره ، وليعلم أن إجابة الله لسائليه ليست لكرامة السائل عليه ، بل يسأله عبده الحاجة فيقضيها له ، وفيها هلاكه وشقوته ، ويكون قضاؤه له من هوانه عليه ، وسقوطه من عينه ، ويكون منعه منها لكرامته عليه ومحبته له ، فيمنعه حماية وصيانة وحفظا لا بخلا ، وهذا إنما يفعله بعبده الذي يريد كرامته ومحبته ، ويعامله بلطفه ، فيظن بجهله أن الله لا يحبه ولا يكرمه ، ويراه يقضي حوائج غيره ، فيسيء ظنه [ ص: 101 ] بربه ، وهذا حشو قلبه ولا يشعر به ، والمعصوم من عصمه الله ، والإنسان على نفسه بصيرة ، وعلامة هذا حمله على الأقدار وعتابه الباطن لها ، كما قيل :  وعاجز الرأي مضياع لفرصته حتى إذا فات أمر عاتب القدرا فوالله لو كشف عن حاصله وسره لرأى هناك معاتبة القدر واتهامه ، وأنه قد كان ينبغي أن يكون كذا وكذا ، ولكن ما حيلتي ، والأمر ليس إلي ؟ والعاقل خصم نفسه ، والجاهل خصم أقدار ربه .  فاحذر كل الحذر أن تسأله شيئا معينا خيرته وعاقبته مغيبة عنك ، وإذا لم تجد من سؤاله بدا ، فعلقه على شرط علمه تعالى فيه الخيرة ، وقدم بين يدي سؤالك الاستخارة ، ولا تكن استخارة باللسان بلا معرفة ، بل استخارة من لا علم له بمصالحه ، ولا قدرة له عليها ، ولا اهتداء له إلى تفاصيلها ، ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، بل إن وكل إلى نفسه هلك كل الهلاك ، وانفرط عليه أمره .  وإذا أعطاك ما أعطاك بلا سؤال تسأله أن يجعله عونا لك على طاعته وبلاغا إلى مرضاته ، ولا يجعله قاطعا لك عنه ، ولا مبعدا عن مرضاته ، ولا تظن أن عطاءه كل ما أعطى لكرامة عبده عليه ، ولا منعه كل ما يمنعه لهوان عبده عليه ، ولكن عطاءه ومنعه ابتلاء وامتحان ، يمتحن بهما عباده ، قال الله تعالى فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن كلا أي ليس كل من أعطيته ونعمته وخولته فقد أكرمته ، وما ذاك لكرامته علي ، ولكنه ابتلاء مني ، وامتحان له أيشكرني فأعطيه فوق ذلك ، أم يكفرني فأسلبه إياه ، وأخول فيه غيره ؟ وليس كل من ابتليته فضيقت عليه رزقه ، وجعلته بقدر لا يفضل عنه ، فذلك من هوانه علي ، ولكنه ابتلاء وامتحان مني له أيصبر فأعطيه أضعاف أضعاف ما فاته من سعة الرزق ، أم يتسخط فيكون حظه السخط ؟ .  فرد الله سبحانه على من ظن أن سعة الرزق إكرام ، وأن الفقر إهانة ، فقال : لم أبتل عبدي بالغنى لكرامته علي ، ولم أبتله بالفقر لهوانه علي ، فأخبر أن الإكرام والإهانة لا يدوران على المال وسعة الرزق وتقديره ، فإنه سبحانه يوسع على الكافر لا لكرامته ، ويقتر على المؤمن لا لإهانته ، إنما يكرم من يكرمه بمعرفته ومحبته وطاعته ، ويهين من يهينه بالإعراض عنه ومعصيته ، فله الحمد على هذا وعلى هذا ، وهو الغني الحميد . 

Sirotol Mustaqiem

الصراط المستقيم                                                                                                                         JALAN LURUS          آية اهدنا الصراط المستقيم - 6 .  صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين - 7 . Arti. صراط Menuju suatu tujuan, jalan keselamatan, jalan menuju surga. الصراط : الطريق وهو ما يتوصل بالسير فيه إلى المقصود ، وقد يكون غير حسي فيقال : الاحتياط طريق النجاة ، وإطاعة الله طريق الجنة ، وإطلاقه على الطريق غير الحسي إما لعموم المعنى اللغوي وإما من باب التشبيه والاستعارة الاستقامة : Arti مستقيم  Adil, tengah, lurus الاعتدال ، وهو ضد الانحراف إلى اليمين أو الشمال ، و " الصراط المستقيم " هو الصراط الذي يصل بسالكه إلى النعيم الابدي ، وإلى رضوان الله ، وهو أن يطبع المخلوق خالقه ، ولا يعصيه في شئ من أوامره ونواهيه ، وأن لا يعبد غيره ، وهو الصراط الذي لا عوج فيه . Maksudnya: jalan Al Qur'An, jalan Islam dan jalan Muhammad. Kata  صراط. Dalam beberapa ayat: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم 42 : 52 . صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض : 53 . وهذا صراط ربك مستقيما 6 : 126 . إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم 3 : 51 . وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم 36 : 61 . وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون 6 : 152 . وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، 153 " . Siapa yang berada di jalan lurus? Jawabnya: صراط الذين أنعمت عليهم orang di beri ni'mat, mereka: - para Nabi (sudah berlaku) - syuhada ( masih selalu ada) - siddiqiin ( masih selalu ada) - dan Solihin (masih selalu ada) Dan siapa orang yang di murkai dan sesat? Menurut Ibnu Taimiyah: قال الله تعالى‏:{اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}[الفاتحة‏:‏ 6، 7‏] وقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ {‏اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون‏}‏‏.‏ Rasul me Tafsirkan: -   المغضوب  adalah yahudin dan الضالون adalah Nasrani. Dikuatkan dg burp ayat: - ‏{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ}‏[‏المائدة‏:‏60‏]‏ وقوله‏:‏ {فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ}‏[‏البقرة‏:‏ 90‏]‏، - {وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ}‏[‏آل عمران‏:‏ 112‏]‏، Tentang Nasrani - {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}‏[‏المائدة‏:‏ 77‏]‏، - {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ}‏[‏النساء‏:‏ 171‏]‏، - {‏ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏}‏[‏التوبة‏:‏ 30، 31‏]‏، - {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}‏[‏آل عمران‏:‏ 79، 80‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} ‏[‏الإسراء‏:‏ 56، 57‏]‏‏.‏ - semua yg melakukan penjelasan an dan pelanggaran, kembali pada kata yang Umum. ولما أمرنا الله ـ سبحانه ـ أن نسأله فى كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، المغايرين للمغضوب عليهم وللضالين، كان ذلك مما يبين أن العبد يُخاف عليه أن ينحرف إلى هذين الطريقين، وقد وقع ذلك كما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم حيث قال‏:‏ "‏لتسلكن سَنَنَ من كان قبلكم حَذْو القُذَّةِ بالقُذَّةِ ‏[‏حذو القذة بالقذة‏:‏ أى كما تُقَدَّر كُلُّ واحدة منهما على قدر صاحبتها وتُقْطَع‏.‏ يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان‏.‏ انظر‏:‏ النهاية فى غريب الحديث 482‏]‏ حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ لدخلتموه‏)‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله، اليهود والنصارى‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏فمن ‏؟‏‏)}‏ وهو حديث صحيح‏.‏ وكان السلف يرون أن من انحرف من العلماء عن الصراط المستقيم ففيه شبه من اليهود، ومن انحرف من العباد ففيه شبه من النصارى، كما يرى فى أحوال منحرفة أهل العلم من تحريف الكلم عن مواضعه، وقسوة القلوب، والبخل بالعلم، والكبر وأمر الناس بالبر ونسيان أنفسهم، وغير ذلك‏.‏ وكما يرى فى منحرفة أهل العبادة والأحوال من الغلو فى الأنبياء والصالحين، والابتداع فى العبادات، من الرهبانية والصور والأصوات‏.‏  ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏لا تُطْرُونِى كما أطْرَتْ النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عَبْدٌ فقولوا‏:‏ عبد الله ورسوله‏}، ولهذا حقق الله له نعت العبودية فى أرفع مقاماته حيث قال‏:‏ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً} ‏[‏الإسراء‏:‏ 1‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}‏[‏النجم‏:‏10‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}‏[‏الجن‏:‏19‏]‏‏. ‏ولهذا يشرع فى التشهد وفى سائر الخطب المشروعة،كخطب الجمع والأعياد، وخطب الحاجات عند النكاح وغيره، أن نقول‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله‏.‏  وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحقق عبوديته؛ لئلا تقع الأمة فيما وقعت فيه النصارى فى المسيح، من دعوى الألوهية، حتى قال له رجل‏:"‏ ما شاء الله وشئت‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏أجعلتنى لله ندًا‏؟‏ بل ما شاء الله وحده‏)"‏، وقال أيضًا لأصحابه‏:‏ ‏(‏لا تقولوا‏:‏ ما شاء الله وشاء محمد، بل قولوا‏:‏ ما شاء الله ثم شاء محمد‏)‏، وقال‏:‏ ‏(‏لا تتخذوا قبرى عيدًا وصلوا علىّ حيث ما كنتم فإن صلاتكم تبلغنى‏)‏، وقال‏:‏ ‏(‏اللهم لا تجعل قبرى وثَنَا يُعْبَد، اشتد غَضَبُ الله على قوم اتَّخَذُوا قبور أنبيائهم مساجد‏)‏، وقال‏:‏ ‏(‏إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإنى أنهاكم عن ذلك‏".‏ والغلو فى الأمة وقع فى طائفتين‏:‏ طائفة من ضلال الشيعة الذين يعتقدون فى الأنبياء والأئمة من أهل البيت الألوهية، وطائفة من جهال المتصوفة يعتقدون نحو ذلك فى الأنبياء والصالحين، فمن توهم فى نبينا أو غيره من الأنبياء شيئًا من الألوهية والربوبية، فهو من جنس النصارى، وإنما حقوق الأنبياء ما جاء به الكتاب والسنة عنهم، قال تعالى فى خطابه لبنى إسرائيل‏:{وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}‏[‏المائدة‏:‏ 12‏]‏، والتعزير‏:‏ النصر والتوقير والتأييد‏.‏ وقال تعالى‏:‏ {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}‏[‏الفتح‏:‏ 8، 9‏]‏، فهذا فى حق الرسول، ثم قال فى حق الله تعالى‏:‏ ‏{وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}‏[‏الفتح‏:‏9‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}‏[‏الأعراف‏:‏ 156، 157‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}[‏آل عمران‏:‏ 31، 32‏]‏، وقال تعالى‏:‏‏{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}‏[‏الأحزاب‏:‏ 56‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ} ‏[‏التوبة‏:‏ 24‏]‏‏.‏  وذكر طاعة الرسول فى أكثر من ثلاثين موضعا من القرآن‏.‏ وقال‏:‏ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} ‏[‏الأنفال‏:‏ 24‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} ‏[‏النساء‏:‏ 65‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌِ}‏[‏النور‏:‏ 63‏]‏، وقال تعالى‏:‏ { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} ‏[‏النور‏:‏ 51، 52‏]‏، فجعل الطاعة لله والرسول، وجعل الخشية والتقوى لله وحده كما قال‏:‏ ‏{فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ} ‏[النحل‏:‏ 51‏]‏، وقال ‏:‏‏{وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} ‏[البقرة‏:‏ 41‏]‏، وقال‏:‏ {فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}[‏المائدة‏:‏ 44‏]‏، وقال‏:‏ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}‏[‏الفتح‏:‏ 10‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا}‏[‏النور‏:‏ 63‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} ‏[‏الأحزاب‏:‏ 6‏]‏‏.‏ وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين‏)‏‏.‏ وقال له عمر‏:‏ والله يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل أحد إلا من نفسى، فقال‏:‏ ‏(‏لا يا عمر، حتى أكون أحب إليك من نفسك‏)‏ فقال‏:‏ فأنت أحب إلى من نفسى قال‏:‏ ‏(‏الآن يا عمر‏)‏‏".‏  فقد بين الله فى كتابه حقوق الرسول من الطاعة له، ومحبته، وتعزيره، وتوقيره، ونصره، وتحكيمه، والرضا بحكمه، والتسليم له، واتباعه والصلاة والتسليم عليه، وتقديمه على النفس والأهل والمال، ورد ما يتنازع فيه إليه وغير ذلك من الحقوق‏.‏ وأخبر أن طاعتَه طاعتُه فقال‏:‏ {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}‏[‏النساء‏:‏ 80‏]‏، ومبايعتَه مبايعتُه فقال‏:‏ {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ}‏[‏الفتح‏:‏ 10‏]‏، وقرن بين اسمه واسمه فى المحبة فقال‏:‏ {وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ} ‏[‏التوبة‏:‏ 62‏]‏، وفى الأذى فقال‏:‏ {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}‏[‏الأحزاب‏:‏ 57‏]‏، وفى الطاعة والمعصية فقال‏:‏ ‏{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ}[‏النساء‏: 13‏]‏، ‏{وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ} ‏[‏النساء‏:‏ 14‏]‏، وفى الرضا فقال‏:‏ ‏{وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ} ‏[‏التوبة‏:‏ 62‏]‏‏.‏ فهذا ونحوه هو الذى يستحقه رسول الله بأبى هو وأمى‏.‏ فأما العبادة والاستعانة فلله وحده لا شريك له، كما قال‏:‏ {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا}‏[‏النساء‏:‏ 36‏]‏، ‏{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ‏[‏الفاتحة‏:‏ 5‏]‏،{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء}‏ ‏[‏البينة‏:‏ 5‏]‏، وقد جمع بينهما فى مواضع، كقوله‏:‏ {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}‏ ‏[‏هود‏:‏ 123‏]‏، وقوله‏:‏ {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ}‏[‏الفرقان‏: 58‏]‏، وقوله‏:‏ {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}‏ ‏[‏هود‏:‏ 88‏]‏‏.‏ وكذلك التوكل كما قال‏:‏ {وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}‏[‏إبراهيم‏:‏ 12‏]‏، وقال‏:‏ {قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}‏[‏الزمر‏:‏ 38‏]‏، وقال‏:‏ {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏173‏]‏‏.‏ والدعاء لله وحده، سواء كان دعاء العبادة، أو دعاء المسألة والاستعانة، كما قال تعالى‏:‏ {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا}‏[‏الجن‏:‏ 18، 20‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[‏غافر‏: 14‏]‏، وقال‏:‏{فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ}[‏الشعراء‏:‏ 213‏]‏، وقال‏:‏{وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} ‏[‏الأنعام‏:‏52‏]‏‏.‏ وذم الذين يدعون الملائكة والأنبياء وغيرهم، فقال‏:‏ {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}‏[‏الإسراء‏:‏ 56، 57‏]‏، روى عن ابن مسعود‏:‏ أن قومًا كانوا يدعون الملائكة، والمسيح، وعُزَيرًا، فقال الله‏:‏ هؤلاء الذين تدعونهم يخافون الله، ويرجونه، ويتقربون إليه كما تخافونه أنتم، وترجونه، وتتقربون إليه‏.‏ وقال تعالى‏:‏ {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ}‏[‏الإسراء‏:‏ 67‏]‏، وقال‏:‏‏{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ}؟‏ ‏[‏النمل‏:‏ 26‏]‏، وقال ‏{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ}‏[‏الفرقان‏:‏68‏]‏‏.‏ وتوحيد الله، وإخلاص الدين له فى عبادته واستعانته، فى القرآن كثير جدًا، بل هو قلب الإيمان، وأول الإسلام وآخره، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏أمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله‏)، وقال‏:‏ ‏(‏إنى لأعلم كلمة لا يقولها عند الموت أحَدٌ إلا وجد رُوحهُ لها روحا‏)‏ ، وقال‏:‏ ‏(‏من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وجبت له الجنة‏"‏، وهو قلب الدين والإيمان، وسائر الأعمال كالجوارح له‏.‏ وقول النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلي الله ورسوله‏.‏ ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه‏" ، فبين بهذا أن النية عمل القلب وهى أصل العمل‏.‏ وإخلاص الدين لله، وعبادة الله وحده، ومتابعة الرسول فيما جاء به، هو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله‏.‏ ولهذا أنكرنا على الشيخ يحيى الصرصرى ما يقوله فى قصائده فى مدح الرسول من الاستغاثة به، مثل قوله‏:‏ بك أستغيث وأستعين وأستنجد، ونحو ذلك‏.‏ وكذلك ما يفعله كثير من الناس، من استنجاد الصالحين والمتشبهين بهم، والاستعانة بهم أحياء وأمواتا، فإنى أنكرت ذلك فى مجالس عامة وخاصة، وبينت للناس التوحيد، ونفع الله بذلك ما شاء الله من الخاصة والعامة‏.‏ وهو دين الإسلام العام، الذى بعث الله به جميع الرسل، كما قال تعالى‏:‏‏{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}‏[‏النحل‏:‏ 36‏]‏، وقال‏:‏ {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} ‏[‏الأنبياء‏:‏ 25‏]‏ وقال‏:‏ {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ}‏ ‏[‏الزخرف‏:‏ 54‏]‏، وقال‏:‏ {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}‏[‏المؤمنون‏:‏ 51، 52‏]‏، وقال‏:‏{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ}‏[‏الشورى‏:‏ 13‏]‏، وقال‏:‏{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}‏[‏الذاريات‏:‏ 56‏]‏‏.‏ وقال النبى صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل‏:‏ "‏يا معاذ، أتدرى ما حق الله على عباده‏؟‏‏)‏ قلت‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا‏.‏ أتدرى ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك‏؟‏ ألا يعذبهم‏"، وقال لابن عباس‏:‏ "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله‏".‏ ويدخل فى العبادة الخشية، والإنابة، والإسلام، والتوبة، كما قال تعالى‏:‏ {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ}‏[‏الأحزاب‏:‏39‏]‏، وقال‏:‏ {فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}‏[المائدة‏:‏ 44‏]‏، وقال‏:‏ {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ}‏[‏التوبة‏:‏ 18‏]‏، وقال الخليل‏:{‏ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}[‏الأنعام‏:‏ 80،82‏]‏، وقال‏:‏ {أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ} إلى قوله‏:‏ {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ} ‏[التوبة‏:‏ 13]‏، {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ}‏ ‏[البقرة‏:‏ 41‏]‏، وقال‏:‏ {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ}‏‏[‏النور‏:‏ 52‏]‏، وقال نوح‏:‏‏{أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ}‏‏[‏نوح‏:‏ 3‏]‏‏.‏ فجعل العبادة والتقوى لله، وجعل له أن يطاع، كما قال تعالى‏:‏‏{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ}‏[النساء‏:‏64]‏، وكذلكَ قَالت الرسُل مثْل نُوحٍ، وهودٍ، وصالحٍ، وشعيب، ولوط، وغيرهم‏:‏ ‏{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} ‏[‏الشعراء‏:‏ 108، 126، 144، 163، 179‏]‏، فجعلوا التقوى لله، وجعلوا لهم أن يطاعوا‏.‏ وكذلك فى مواضع كثيرة جدًا من القرآن‏:‏‏{اتَّقُوا اللَّهَ}{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ}‏[‏النساء‏:‏ 131‏]‏‏.‏ وكذلك‏.‏‏.‏ وقال‏:‏‏{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} ‏[‏هود‏:‏88‏]‏، وقال‏:‏{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} ‏[‏الزمر‏:‏54‏]‏، وقال عن إبراهيم‏:‏ {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ‏[‏البقرة‏:131‏]‏، وقالت بلقيس‏:‏ ‏{‏إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}‏[‏النمل‏:‏ 44‏]‏، وقال تعالى‏:‏ {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}‏[‏النساء‏:‏ 125‏]‏، وقال‏:‏ {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ}‏[‏البقرة‏:‏ 112‏]‏، وقال‏:‏ {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا}‏[‏النور‏:31‏]‏ {وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا}‏[‏الفرقان‏:‏ 71‏]‏، وقال‏:‏ {فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ}‏[‏البقرة‏:54‏]‏، {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا}‏[‏التحريم‏:‏ 8‏]‏‏.‏ والاستغفار‏:‏ {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}‏ ‏[‏نوح‏:‏10‏]‏، ‏{وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ}‏[‏هود‏:‏ 3‏]‏، والاسترزاق والاستنصار، كما فى صلاة الاستسقاء، والقنوت على الأعداء، قال‏:‏‏{فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ}‏[‏العنكبوت‏:17‏]‏، وقال‏:‏ ‏{ِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 160‏]‏، والاستغاثة كما قال‏:‏ {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 9‏]‏، والاستجارة كما قال‏:‏ {قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}[‏المؤمنون‏:‏ 88، 89‏]‏، والاستعاذة كما قال‏:‏ {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ} ‏[‏المؤمنون‏:‏ 97، 98‏]‏، وقال‏:‏ ‏{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} الآية ‏[‏النحل‏:‏ 98‏]‏، وتفويض الأمر كما قال مؤمن آل فرعون‏:‏ ‏{وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} ‏[‏غافر‏:‏ 44‏]‏‏.‏ وفى الحديث المتفق عليه فى الدعاء الذى علمه النبى صلى الله عليه وسلم أن يقال عند المنام‏:‏ ‏"‏اللهم إنى أسلمت نفسى إليك، ووجهت وجهى إليك، وفوضت أمرى إليك، وألجأت ظهرى إليك‏".‏ وقال‏:‏‏{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ}[‏الأنعام‏:‏ 51‏]‏، وقال‏:‏ ‏{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ}‏ ‏[‏السجدة ‏:‏4‏]‏، فالولى الذى يتولى أمرك كله، والشفيع الذى يكون شافعًا فيه أى عونا، فليس للعبد دون الله من ولى يستقل ولا ظهير معين وقال‏:‏ {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ}‏[‏يونس‏:‏ 107‏]‏، وقال‏:‏ {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ}‏[‏فاطر‏:‏2‏]‏، وقال‏:‏ {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}‏[‏الزمر‏:‏ 43، 44‏]‏، وقال‏:‏ ‏{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}‏[‏سبأ‏:‏ 22، 23‏]‏، وقال‏:‏ ‏{مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ}‏[‏البقرة‏:‏ 255‏]‏، وقال‏:‏ {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى}‏[‏النجم‏:26‏]‏‏.‏ فالعبادة والاستعانة وما يدخل فى ذلك من الدعاء، والاستغاثة، والخشية، والرجاء، والإنابة، والتوكل، والتوبة، والاستغفار‏:‏ كل هذا لله وحده لا شريك له، فالعبادة متعلقة بألوهيته، والاستعانة متعلقة بربوبيته، والله رب العالمين لا إله إلا هو، ولا رب لنا غيره، لا ملك ولا نبي ولا غيره، بل أكبر الكبائر الإشراك بالله وأن تجعل له ندا وهو خالقك، والشرك أن تجعل لغيره شركا أى نصيبا فى عبادتك، وتوكلك، واستعانتك، كما قال من قال‏:‏ ‏{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}‏‏[‏الزمر‏:‏ 3‏]‏، وكما قال تعالى‏:{وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء} ‏[‏الأنعام‏:‏ 94‏]‏، وكما قال‏:‏‏{َمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ}؟‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 43‏]‏، وكما قال‏:‏ {مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ}‏ ‏[‏السجدة‏:‏ 4‏]‏‏.‏ وأصناف العبادات الصلاة بأجزائها مجتمعة، وكذلك أجزاؤها التى هى عبادة بنفسها من السجود، والركوع، والتسبيح، والدعاء، والقراءة، والقيام، لا يصلح إلا لله وحده‏.‏ ولا يجوز أن يتنفل على طريق العبادة إلا لله وحده، لا لشمس، ولا لقمر ولا لملك، ولا لنبى، ولا صالح، ولا لقبر نبى ولا صالح، هذا فى جميع ملل الأنبياء، وقد ذكر ذلك فى شريعتنا حتى نهى أن يتنفل على وجه التحية والإكرام للمخلوقات، ولهذا نهى النبى صلى الله عليه وسلم معاذًا أن يسجد له‏.‏ وقال‏:‏ "‏لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها‏".‏ ونهى عن الانحناء فى التحية، ونهاهم أن يقوموا خلفه فى الصلاة وهو قاعد‏. ‏ وكذلك الزكاة العامة من الصدقات كلها والخاصة، لا يتصدق إلا لله، كما قال تعالى‏:‏{وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى}‏[‏الليل‏:‏19، 20‏]‏ وقال‏:‏{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ}‏[‏الإنسان‏:‏9‏]‏، وقال‏: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ}‏[‏البقرة‏:‏ 265‏]‏، وقال‏:‏ {وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}‏[‏الروم‏:‏ 39‏]‏، فلا يجوز فعل ذلك على طريق الدين لا لملك ولا لشمس ولا لقمر؛ ولا لنبى؛ ولا لصالح؛ كما يفعل بعض السُّوال والمعظمين كرامة لفلان؛ وفلان؛ يقسمون بأشياء‏:‏ إما من الأنبياء وإما من الصحابة وإما من الصالحين، كما يقال‏:‏ بكر وعلى ونور الدين أرسلان والشيخ عدى والشيخ جاليد‏.‏ وكذلك الحج ،لا يحج إلا إلى بيت الله، فلا يطاف إلا به، ولا يحلق الرأس إلا به، ولا يوقف إلا بفنائه، لا يفعل ذلك بنبى، ولا صالح، ولا يقبر نبى ولا صالح، ولا بوثن‏.‏ وكذلك الصيام، لا يصام عبادة إلا لله، فلا يصام لأجل الكواكب والشمس والقمر، ولا لقبور الأنبياء والصالحين ونحو ذلك‏.‏ وهذا كله تفصيل الشهادتين، اللتين هما أصل الدين شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدًا عبده ورسوله، والإله من يستحق أن يألهه العباد، ويدخل فيه حبه وخوفه، فما كان من توابع الألوهية فهو حق محض لله، وما كان من أمور الرسالة فهو حق الرسول‏.‏ ولما كان أصل الدين الشهادتين، كانت هذه الأمة الشهداء ولها وصف الشهادة والقسيسون لهم العبادة بلا شهادة؛ ولهذا قالوا‏:‏ {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}‏[‏آل عمران‏:‏ 53‏]‏؛ ولهذا كان المحققون على أن الشهادتين أول واجبات الدين، كما عليه خلص أهل السنة، وذكره منصور السمعانى والشيخ عبد القادر وغيرهما؛ وجعله أصل الشرك؛ وغيروا بذلك ملة التوحيد التى هى أصل الدين؛ كما فعله قدماء المتفلسفة، الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله‏.‏ ومن أسباب ذلك‏:‏ الخروج عن الشريعة الخاصة التى بعث الله بها محمدًا صلى الله عليه وسلم، إلى القدر المشترك الذى فيه مشابهة الصابئين، أو النصارى، أو اليهود، وهو القياس الفاسد، المشابه لقياس الذين قالوا‏:‏ ‏{إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا}‏[‏البقرة‏:‏275‏]‏ فيريدون أن يجعلوا السماع جنسًا واحدًا، والملة جنسًا واحدًا، ولا يميزون بين مشروعة ومبتدعة، ولا بين المأمور به والمنهى عنه‏.‏ فالسماع الشرعى الدينى سماع كتاب الله وتزيين الصوت به وتحبيره‏.‏ كما قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏زينوا القرآن بأصواتكم‏"‏، وقال أبو موسى‏:‏ لو علمت أنك تستمع لحبرته لك تحبيرًا‏.‏ والصور، والأزواج، والسرارىُّ التى أباحها الله تعالى، والعبادة‏:‏ عبادة الله وحده لا شريك له ‏{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ}‏[‏النور‏:‏ 36، 37‏]‏‏.‏ وهذا المعنى يقرر قاعدة اقتضاء الصراط المستقيم، مخالفة أصحاب الجحيم، وينهى أن يشبه الأمر الدينى الشرعى بالطبيعى البدعى، لما بينهما من القدر المشترك كالصوت الحسن، ليس هو وحده مشروعا حتى ينضم إليه القدر المميز، كحروف القرآن، فيصير المجموع من المشترك، والمميز هو الدين النافع‏.

السلام عليكم جميعا

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته